هل يصاب جهازك بالأعطال كثيرا؟ هل تختفي البيانات أحيانا من حاسبك الشخصي في ظروف غامضة؟ هل تلتهم العفاريت رسائلك الإلكترونية التي ترسلها على الإنترنت، ولا تصل إلى من ترسلها إليه؟ أم تراك لا تجد بديلا عن الاتصال المتكرر بالشركة المسئولة عن توصيل خدمة الإنترنت إليك طوال الوقت؟.
ليست الفيروسات أو محاولات الاختراق والقرصنة على الإنترنت هي وحدها المسئولة عن كل هذه المشكلات وغيرها.. بل هناك متهم جديد وخطير هو.. جهاز تكييف الهواء!
طبعا لا أحد يستغني عن أجهزة التكييف هذه الأيام، خاصة بعد تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري على مستوى العالم، وما تسببت فيه من رفع درجات الحرارة أثناء الصيف، وموجات الحر المتتالية القاسية. وهكذا يأتي الصيف فلا نتردد في تشغيل جهاز التكييف؛ سعيا للهرب من الحر الخانق، ودرجات الحرارة المرتفعة.
وكثيرٌ من الناس يشترون أجهزة التكييف، وبأعداد متزايدة مع تقدم تكنولوجيا إنتاج هذه الأجهزة، ومع انخفاض تكاليف الإنتاج التي كان لها أثرها البالغ على انخفاض أسعار بيع أجهزة التكييف على مستوى العالم، حتى باتت من المعالم الثابتة في أماكن العمل، خاصة في أماكن العمل المُستخدم فيها الحواسب، والتي توفر أعمال وخدمات تقنية فنية.
لكن وإن كانت المكيفات تريحنا في الحر وتحافظ على الأشياء من حولنا باردة، فهل تعرف أنها قادرة على تدمير الحواسب أثناء حالات الـ(Brownout)، أو تذبذب التيار الكهربائي؟.
تذبذب التيار.. متهم بالتدمير
كلنا نعرف انقطاع التيار الكهربائي.. لكن ما هو تذبذب التيار الكهربائي؟ إنه يحدث يوميا تقريبا أثناء فترة الصيف، وإن كنا لا نعرف بالمصطلح. تذبذب التيار الكهربائي ليس أكثر من اضطراب في معدل تدفق الكهرباء، حين يرتفع أو ينخفض الفولت بما يتجاوز المعدلات الآمنة لتشغيل الأجهزة. وعندما تعمل أجهزة تكييف كثيرة في مكان واحد؛ تقع حالات تذبذب التيار الكهربائي. يمكن أن يحدث هذا في أي وقت، لكنه يقع بصفة خاصة أثناء الصيف، حين يحتاج الناس لاستعمال المكيفات بكثرة.
ويقول "هارولد إم. بلبين" المسئول الأمني لموقع VisitingGeeks.com، وهو موقع متخصص في إصلاح الكمبيوتر، وتركيب الشبكات، والأمن: "إن درجات الحرارة شديدة الارتفاع هذه الأيام قادرة على إصابة الحواسب الشخصية بالدمار البالغ. فهل سبق أن رأيت الأضواء تخفت لحظة تشغيل تكييف أو ثلاجة أو مكنسة كهربائية؟ هذه أمثلة على حالات تذبذب التيار الكهربائي".
إذن فجميعنا لدينا إحاطة بموضوع تذبذب التيار الكهربائي، لكن هل هي مما يستدعي خوفنا وقلقنا على سلامة أجهزتنا ومعداتنا الإلكترونية والكهربائية، وبصفة خاصة حواسبنا؟ أجل، إن كنتم ستصدقون المذكور بالدراستين الكبيرتين اللتين تم إجراؤهما عن جودة التيار الكهربائي خلال السنوات القليلة الماضية. الأولى أجرتها معامل "بيل" Bell، والثانية أجرتها شركة "آى بى إم"، وجاءت تؤكد نتائج معامل "بيل".
فنتائج الدراستين متشابهة للغاية وكلتاهما وجدت أن انقطاع التيار الكهربي والتذبذب الشديد في الفولت الكهربي ليست هي العوامل المسئولة بالأساس عن الأعطاب للأجهزة، بل إنه التذبذب في الفولت الكهربي بمعدل 200 فولت بالزيادة أو النقصان، وهو المسئول عن 85 إلى 90% من حالات الأعطاب.
هذه التذبذبات تكون في العادة كارثية النتائج على الحواسب، وينتج عنها فقدان للبيانات، وضياع لوقت المستهلك، والإصابة بالضيق والإحباط، ويصاحبها بطبيعة الحال مكالمات هاتفية كثيرة غاضبة لمركز خدمة العملاء بشركة توفير خدمة الإنترنت. وهكذا وإن كنت في بلد لا ينقطع فيه التيار الكهربائي أبدا، ولا تعرف ما هو انقطاع التيار الكهربائي، أو لو كان لديك مولد كهرباء يعمل لحظة انقطاع التيار الأساسي، فإنك ما زلت تعاني من مشكلات تذبذب التيار الكهربائي، ولا يكاد يمر يوم دون أن تَخبُر إحدى حالاته.
الـUPS لصد حالات تذبذب التيار
وكمحاولة لصد حالات اعتداء الكهرباء على الحواسب، ومنعا لفقدان البيانات الهامة نتيجة لمشكلات التيار الكهربائي، يستعين مسئولو إدارة الشبكات والصيانة في العادة بمعدات كهربية من نوع (UPS)، أو (التغذية الكهربية غير القابلة للمقاطعة)، أو بمعدات صد حالات تذبذب الكهرباء.
بل إن بعضهم يستعين بمزيج من معدات تثبيت التيار الكهربي ومعدات الـ UPS. لكن الدراستين السابقتين تشيران إلى أن هذه الأجهزة لا تتغلب سوى على 5 بالمائة من المشكلات الناجمة عن اضطراب التيار الكهربائي.
وهكذا فحتى نظم الكمبيوتر والشبكات المحمية على أكمل وجه بأجهزة الـ UPS ومعدات تثبيت التيار الكهربي وغيرها، تواجه مخاطر جمة. مخاطر من النوع المؤثر بصورة مباشرة على الأفراد في العمل، وكذا على الأجهزة كعناصر ووحدات في الشبكات. حتى وإن كنت لا تعمل في محل عمل على صلة وثيقة بالمسائل التقنية، فإن حقيقة كونك جزءا من الشبكة العالمية للحواسب يعني أنك في خطر، كما قد يحدث حين تصاب أجهزة موفر خدمة البريد الإلكتروني التي تتبعها بالأعطاب الناجمة عن تذبذب التيار الكهربائي.