أنف إلكتروني للكشف عن الجراثيم الخارقة
الأنف الإلكتروني الجديد نجح في الكشف عن اصابات للجراثيم الخارقة بدقة كبيرة اقتربت من 100%
نجح العلماء في بريطانيا في تطوير أنف إلكتروني مميز يساعد في رصد الجراثيم الخارقة المقاومة للمضادات الحيوية والمنتشرة في المستشفيات.
وأظهرت الاختبارات التي أجريت في مستشفى بيرمنغهام هارتلاندس، على عينات من مسحات الأذن والأنف والحلق سحبت من 600 مريض، أن الأنف الإلكتروني الجديد كشف عن الإصابات الإنتانية للجراثيم الخارقة بدقة كبيرة اقتربت من مائة في المائة.
وأوضح الباحثون في جامعة وارويك البريطانية، أن هذا الأنف يعمل على التمييز بين بصمات رائحة بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية الناتجة عن خليط المركبات التي تنتجها هذه الجراثيم، ويعطي نتائج موثوقة في غضون دقائق.
وقال الباحثون أن عددا من الأجهزة الإلكترونية الأنفية قد تم تطويرها للكشف عن الإنتانات والالتهابات والأمراض السرطانية، إلا أن الأنف الإلكتروني الجديد يوضع على مكتب الطبيب ويعمل على تحليل الغازات المنبعثة من عينات المسحات المرضية والكشف عن وجود علامات معينة تدل على بكتيريا العنقوديات الذهبية المقاومة للمضادات الحيوية القوية، وعند شمه لهذه الرائحة يعطي رسما بيانيا لها ويتنبأ بالنتيجة المحتملة.
وأشار الخبراء في مجلة "نيوساينتست" العلمية، إلى أن الحصول على نتيجة سريعة أمر في غاية الأهمية في أنظمة مسح المستشفيات بهدف عزل المرضى المصابين ومنع انتشار الأوبئة المرضية، موضحين أن الأنف الجديد يقدم نتيجة الفحص خلال دقائق، وهي طريقة أسرع بكثير من الطرق الحالية في تحليل مسحات الأنف والأذن والحلق والتي تعتمد على إرسال العينات إلى المختبر الرئيسي والانتظار 72 ساعة على الأقل لظهور نتيجة النمو البكتيري.
وأظهرت نتائج الاختبارات على مرضى المستشفيات أن هذا الأنف استطاع الكشف بصورة صحيحة ودقيقة عن ثلاثة أنواع من بكتيريا العنقوديات الذهبية المقاومة للدواء، بنسبة دقة تجاوزت 99 في المائة.
وحسب إحصاءات مختبر البحوث الرئيسي الاسكوتلاندي، فان حوالي 30 في المائة من الأشخاص يحملون بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية، وبعضها من السلالات الخارقة المقاومة للدواء، لذا فان البعض منهم قد يصابون بمضاعفات ومشكلات خطرة، في حين لا يصاب البعض الآخر، وبالتالي فان تطوير فحص يساعد في الكشف عن الأشخاص الأكثر عرضة واستثناء الباقين قد يشكل فرقا كبيرا بالنسبة للجهود الصحية