إن كانت حدة نظر الدجاجة 20 على 20، فإن قدرتها على النظر الى المستقبل يظل ضعيفا جدا. وكذلك فمن السهل جدا توقع قيام التقنية بتغيير طريقتنا في العمل مستقبلا، لكن من الصعب توقع أي هي التقنيات المحددة، ولماذا، ومتى، وكيف، ستجعل هذا ممكنا على صعيد البرمجيات والاجهزة (العتاد).
ورغم ذلك فليس من المتعة ابدا الجلوس على الهامش ومراقبة المستقبل وهو يكشف اسراره من دون الحاجة الى أن نكون «نوستراداموس» الرقمي. لذلك فنحن نتنبأ أي هي التقنيات التي تبرز التي سيكون لها وقع كبير على عالم الكومبيوتر في المستقبل القريب.
هناك خمسة ابتكارات في عالم الاجهزة والبرمجيات والانترنت التي من شأنها ان تعزز من الفعالية والاداء والمهام، والتي يصعب في الوقت ذاته تجاهلها. وينبغي عليك الان الاطلاع عليها حتى لا تفاجأ بزملائك وهم يناقشونها على مائدة الغذاء! وهذه التقنيات الجديدة التي عرضتها مجلة «تك ويب» الالكترونية، ليست من عالم الخيال لكوننا نتوقع استخدامها في نهاية العام الحالي. وهي في حالات قليلة شرعت تغير من قوانين طريقة استخدام الكومبيوتر على صعيدي المستهلكين والشركات
* أجاكس
* «أجاكس» Ajax هو أسلوب من شأنه دمج وصهر التقنيات الحالية الخاصة بتطوير الشبكة، للخروج بمواقع عليها، تستجيب تماما، وتقوم بوظيفتها على اكمل وجه، فضلا عن الخدمات المتعددة له.
خرائط غوغل المسماة «غوغل مابس» مثال كلاسيكي لاستخدامات شبكة «أجاكس» التي تقدم عروضا سريعة بزمن استجابة يسير بحيث يكون بمقدور الموقع القيام بمهام شبيهة بالاستخدامات التقليدية المحلية على الكومبيوتر، التي لاتشبه عادة صفحات الشبكة.
لماذا تستحق هذه التقنية المراقبة؟ لكونها عبارة عن كلمتين: «خدمات الشبكة». إذ يبدو من الصعب استيعاب وقع «أجاكس» على كل من تطور الشبكة وتصفحها، ففي الوقت الذي يقوم فيه المطورون بتبني هذا الاسلوب فإن توقعاتنا في ما يستطيع الموقع على الشبكة ان يفعله أخذت منعطفا اخر اكثر بعدا، لأن إنشاء مواقع شبكية التي تبدو في شكلها مماثلة للاستخدامات على سطح المكتب، حتى على صعيد الشعور ايضا، هو احد الاسباب الرئيسية التي تجعل من «أجاكس» امرا رائعا. والامر الرائع الاخر هو السرعة في التعامل مع الشبكة.
متى ستأتي هذه التقنية؟ هي بيننا الان، وربما استخدمت حتى الان في عشرات من مواقع الشبكة المعززة بـ «أجاكس».
وفيما يتعلق بالشهرة فان «أجاكس» تأتي في المرتبة الاولى، لأن الجميع يتحدث عنها، والجميع يتهيأ لها، أو التفكير في تنفيذها، اذ تقوم بوابة «غوغل» بذلك، كذلك مايكروسوفت وياهو. والاحتمال الكبير أن أغلبية مواقع الشبكة التي تفضلها تفكر فيها ايضا، حتى ولو لم تكن تدرك ذلك.
و«أجاكس» ليست تقنية بل فلسفة وأسلوب ونوع من التفكير العقلي إذا ما صح التعبير. وأسلوب تشغيلها ذو طوقين، فعن طريق استخدام «جافا سكريبت» فإن العملية والفعالية الموجودتين لدى الزبون وقدرة لغة «إكس إم إل» XML في تسليم معلومات محددة بفعالية وبشكل مباشر ستجعل بمقدور المطورين تشييد صفحات على الشبكة لها قدرة على الاستجابة، مشابهة لاستجابة الاستخدامات الموجودة على سطح المكتب.
والاساس في تطوير تقنية «اجاكس» هو الفعالية في طلب المعلومات واستعادتها. والفكرة بالنسبة الى المواقع هي أن تقوم بتحديث محتوياتها في المخبأ الخلفي، بحيث ان أجزاء محددة من المعلومات تكون جاهزة للعرض كلما جرت الحاجة اليها، فالتداخل الغني الميكروي الدقيق (الذي يدار عن طريق الدمج بين لغة «إكس إم إلـ «وجافا سكريبت») يعني أنه لا ضرورة لاعادة تحميل الصفحة، بل ان جزءا منها الذي يتضمن المعلومات الجديدة هي التي تتغير. وهذا الامر يخالف اسلوب المدرسة القديمة في إعادة عرض صفحات جديدة طازجة لتقدم الى المستخدم قطعا جديدة من المعلومات المطلوبة.
وخرائط غوغل «غوغل مابس» مثال كلاسيكي لاستخدامات شبكة «أجاكس». وزمن الاستجابة سريع بحيث يكون بمقدور الموقع القيام بمهام شبيهة بالاستخدامات التقليدية المحلية على الكومبيوتر التي لاتشبه عادة صفحات الشبكة.
وتقوم ياهو ايضا باستخدام «اجاكس» في خدمتها «فليكر» لخدمات الصور. وفي القريب العاجل ستطلق مايكروسوفت «ويندوز لايف» (الان قيد التجربة)، وهي خدمة طموحة على الشبكة التي تقدم للمستخدمين القدرة على استخدام العديد من التطبيقات التي اساسها ويندوز من نافذة المتصفح