الصعاليك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


R-T
 
الرئيسيةالبوابهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نصب الحرية والمتحف العراقي وهذر المنجمين

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فتاه من نور
مشرف
مشرف
فتاه من نور


انثى
عدد الرسائل : 387
العمر : 37
المزاج : ممتاز
الجنسيه : سعوديه
تاريخ التسجيل : 16/07/2008

نصب الحرية والمتحف العراقي وهذر المنجمين Empty
مُساهمةموضوع: نصب الحرية والمتحف العراقي وهذر المنجمين   نصب الحرية والمتحف العراقي وهذر المنجمين Icon_minitime18/7/2008, 11:31

- أنامل جواد سليم بعثت تقاليد السومريين برؤية معاصرة - لطفية الدليمي
اثارت افكار هذه المقالة قراءتي للقاء قصير مع أحد المنجمين نشر علي الصفحة الأخيرة من جريدة (الزمان) الرصينة والمميزة برؤيتها العصرية للحياة ومتغيراتها، في عددها الصادر (يوم الخميس 1 ايار (مايو) 2003.
واستوقفني في اللقاء أمران:
الاول: اللهجة التحريضية للمنجم بدعوته علانية وبلا مواربة إلي تدمير وازالة (نصب الحرية) الذي يعد أهم منجز فني معاصر يزين ساحة التحرير في بغداد بدعوي انطواء العمل علي مادعاه المنجم بـ (السحر الاسود) وهو الذي يتسبب بسوء طالع مستديم للبلاد، ويقول إنه يجب ان يرفع من ساحة التحرير في بغداد تمثال مشؤوم فإن بقي ستبقي مشكلة العراق قائمة، أزيحوا هذا التمثال لأنه سحر أسود ولو حللنا رموزه لوجدنا انها طالسم من دون معني(!) ولكنها تجلب اللعنة فارفعوه لكي تعيش بغداد بسلام..
الثاني: إغفال المحاور الكريم التعليق علي مقولات المنجم التحريضية وكأن لطرحه قوة القول الفصل والنهائي في تقرير مشكلة العراق ومصيره والذي وصلت مأساته حد ان يتدخل المنجمون في المطالبة بتدمير معالم ثقافته المعاصرة.
بهذا التبسيط الخطير والقطع الجازم يقرر المنجم ان مشاكل العراق المتراكمة، السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية وموضوعة الحريات العامة والعزلة الدولية وتدجين الثقافة وتسييسها وتخريب التعليم وتهجير المواطنين واحاطة البلاد بسور مروع من الممنوعات واشعال الحروب واخفاء جرائم قتل المواطنين واعدامهم في مقابر جماعية لا تحصي تعود كلها إلي (لعنة) هذا النصب، وان كارثة البلاد التي استمرت نحو أربعة عقود معلقة في عنق النحات الراحل (جواد سليم) وليست نتيجة الاستبعاد والتجهيل المتعمد لاجيال متعاقبة وافناء اجيال كاملة علي مائدة الحروب وفي المجاعات في محاولة من المنجم إلي اعلان دعوي هدامة صريحة يمكن ان تقع تحت طائلة (المقاضاة) للاجهاز علي ما تبقي من شواخص الفن المعاصر بقصد ازاحة خرافة (السحر الاسود) وبهذا يعلن في الوقت نفسه (وثيقة براءة) للنظام الذي ابتكر للوطن من الكوارث واشكال الخراب والحروب ولم تتوصل اليه مخيلة حاكم من بطاركة الانظمة الشمولية، وملقي بالتبعة والمسؤولية علي (ملحمة نصب الحرية) وكأنها سبب فواجع العصر العراقي العجيب..
وبرأي ان هذه الدعوة التخريبية حلقة من حلقات الاجهاز علي معالم الثقافة العراقية بدءاً بالمتحف العراقي ومرورا بحرق المكتبة الوطنية ونهب ذخائرها وحرق دار الوثائق والمخطوطات والمسارح والكليات وكأن ما حدث لا يكفي وكأن اطراف اللعبة يصرون علي جعل البلاد (ارضا من رماد) ويعملون علي جعل المقولة حقيقة مرئية وفاجعة علي مرأي من العالم وقوات الاحتلال المتحالفة.

نصب الحرية
نعرف ان الفن هو عزاء الروح الانسانية في جميع عصورها وهو ملاذ الموجوعين والحزاني في مواجهة الفواجع والمآسي والكوارث الطبيعية والتحديات البشرية، وسواء كان انسان الكهف الذي رسم رؤاه علي جدران الكهوف أم انسان الغاب الذي نحت أوثانه في جذوع الشجر والصخر أم كان الانسان المعاصر ساكن مدن الاسمنت الذي يعيش تجربة الاكتشاف كل آونة ويرتاد المعارض ويتعامل مع معطيات الفنون المختلفة كل لحظة. و(الفن) هو المنجز الجمالي الذي يمازج بين (الحسي) المفعم بالافتتان والانفعال بالحرية والحياة وبين (العقلي) القائم علي التوازن بين المعرفة والابداع مثلما يمازج بين التراكم المعرفي والحدوس البدائية ويعكس تنوع العلاقات وتغيرها بين الانسان والطبيعة وبينه وبين مجتمعه وانظمة الحكم كما يعكس بالأخص العلاقة بين الانسان ومفهوماته عن الزمان والمكان . وفي الفن يلتقي البشر فوق اللغات والانتماءات والاعراق والثقافات فهو لغة كونية بوسعها ان تقدم عبر خصوصيتها وهويتها ثقافة مبدعيها وتراثهم ونظرتهم إلي انفسهم والي العالم.
فالفن هو المنتج الثقافي الاول الذي يعبر عن جوهر الحضارات وميزاتها ويكشف عن روحية تلك الحضارة وسماتها.
يعرف العراقيون والاثاريون في العالم ان اولي المدن في الحضارات الكونية بدأت في سومر، حتي ان كلمة اور (UR) تعني مدينة في اللغة السومرية، وفي هذه المدن البازغة من ظلمات العصور البدائية بأنوار فنون العراقيين القدامي تطور فن العمارة وفن النحت المجسم والنحت البارز والفنون التشكيلية الاخري اضافة لاختراع الكتابة.
فن النحت العراقي بدأ من صرامة الشكل السومري وثباته الذي يعبر عن هدوء وسكون الطبيعة السومرية وتطور في العصر الأكدي الذي تصدي فيه الفنانون العراقيون الاوائل للمشاكل الفنية ومعضلات الشكل والحركة وظهر الصراع التاريخي بين الواقعية والتجريد كما عمل النحاتون الأكديون علي التخلص من الجمود الذي لازم التماثيل الساكنة وحولها من تماثيل صارمة إلي اشكال متفاعلة ومتحركة في فضاء من الحرية وسط الاحداث المحيطة بها، تعبيرا عن (الحركة) التي تميز الشخصية الأكدية وترضي توقعها الحسي للحياة والتطور.
ومن أساسيات تطور ونمو الحضارة الرافدينية الاولي في ارض سومر وأكد قدرة الانسان علي ترويض الطبيعة وتطويعها وشق مجاري الري والقنوات واختراع الادوات الزراعية ثم اختراع اهم اداة اسست للتقنية علي وجه الارض وهي (العجلة) التي غيرت مصير الحضارات وخرائط العالم القديم واسرعت في تحقيق نمو التجارة والاتصال بين الحضارات واتساع الامبراطوريات وظهور العربات الحربية بعد ظهور المدن والانظمة العسكرية.
علي أن أسمي إنجازات الحضارة العراقية واعظمها كانت (اختراع الكتابة) التي فجرت طاقات العقل البشري الجبارة ورافقها نمو وتطور فنون النحت والعمارة مما ساعد علي ظهور المعابد الكبري والمنحوتات الرائعة التي تميز الفنون الرافدينية. وفي هذا الجو الابداعي المتجدد ظهرت انواع من الصراع الفكري والاسلوبي بسبب تنوع الرؤي بين الفنانين الاوائل ولرغبة اولئك المبدعين في الانعتاق من التقليد المباشر للطبيعة إلي ابتكار تصوراتهم الخاصة وغير المسبوقة في التعبير الفني.
وهذه الصراعات الابداعية هي العلامة المميزة للفنون الرفيعة التي لا تركن إلي الركود والجمود بل تسعي للتجديد والتطور دون توقف أحد أهم الفنانين العراقيين المعاصرين الذين اسسوا للحركة الفنية الحديثة واستلهموا التراث الرافديني والاسلامي ودأبوا علي الاستفادة من خصائص الفنون السومرية والبابلية والاسلامية، وكان (جواد سليم) ابرز من ارسوا دعائم مدرسة فن عراقية تنهض من اعماق الذاكرة الثقافية والابداعية وتشكل ملامحها من المفردات المتوارثة والتجربة المعاصرة لتبلور اشكالا فنية ونحتية تنتمي بيئتها العراقية وتقاليدها الشعبية وحاجاتها الروحية وابتعدت عن تقاليد فنون النحت الاغريقية والرومانية التي شيدت المدارس الفنية العالمية.
وعلي يدي (جواد سليم) المبدع الكبير بعثت تقاليد الاسلاف السومريين في معالجة الشكل الواقعي برؤية معاصرة تجلت في ملحمة (نصب الحرية) الذي يتوسط بغداد في ساحة التحرير ويروي تفاصيل مسيرة الوجود والحرية تلك المسيرة الانسانية التي كشفت عن شهوات الانعتاق من القيود سواء علي مستوي الواقع البشري أم علي مستوي الشكل الفني المتحرر من التقيد.
واعاد (جواد سليم) بملحمته التي دفع عمره ثمنا لإنجازها ذلك التقليد السومري الذي كان فيه النحات القديم يوزع مفردات الموضوع إلي (وحدات) مستقلة ومتتابعة لتشكل بمجموعها ملحمة ونصا مرئيا يختزل ببلاغة التعبير الفني الجريء حكاية تاريخ طويل من تجربة الانسان في الحياة وتحدياتها لبلوغ ذروة الانجاز في التحرر وتغير الواقع.
وجاءت معالجة (جواد سليم) لملحمة الحرية وثيقة الصلة برؤيته العميقة لروح الشعب وخصائصه وتأكيد عنصر (الشراكة) بين (الانوثي والرجولي) في صنع تفاصيل الوجود الانساني اضافة إلي مشاركة عناصر الوجود الحيوية الاخري (المياه ــ النباتات ــ الحيوانات) في تكوين مشهد الحياة الواسع والمتنوع.. ويعيدنا المشهد البانورامي للملحمة إلي اسلوب السومريين في بناء الرؤية الفنية علي الآنية النذرية وراية اور ومشاهد الحياة اليومية في المدن السومرية التي برع فنانو سومر في إنجازها.
واكد الفنان هنا فكرة التواصل بين الانسان والطبيعة واهمية دور (المياه) في تأسيس الحضارة ممثلا بــ(دجلة) و(الفرات) اللذين قامت حضارات العراق علي ضفافهما وازدهرت وتطورت أو اندثرت بتأثيرهما..
وقد استلهم (جواد سليم) تعاقب الاشكال في (الأناء النذري) كما أشار اليه شريط يمثل حقلا ثم شريط ثالث يمثل قطعان ماشية وسنابل قمح واشجار نخيل وفوقه شريط يمثل حاملي القرابين والتقدمات النباتية من الفواكه والمشروبات ثم حاملي الاضاحي وفي الحقل العلوي سيدة تستقبل مواكب التقدمات والعطايا داخل المعبد تمثل عشتار في طقوسها والي جانبها شكل متدرج يحمل حلقة القصب رمز عشتار (انسانا) وتحول الرمز في ما بعد إلي كلمة تدل علي (انا) ..

دجلة والفرات
بينما يقدم لنا (جواد سليم) رؤيته المعاصرة لدجلة والفرات بصيغة ثنائي بشري (رجل وامرأة) يحملان الغلال وسعف النخيل وقد نما حولهما نبات القصب وظهرت امامهما اشكال انسانية مثل فتاة يافعة تحمل النذور والغلال وقدماها تغطس في موجات مياه تعج بالاسماك علي وفق التقليد السومري في اشارة لارتباط الارض بالسماء.
وقد طور جواد سليم مفهوم الفنان السومري للمياه بتحويل الرمز الشعائري للماء إلي حضور انساني يجسد مفهوم الشراكة والترابط بين الانوثة والذكورة، بين (دجلة والفرات) اللذين منحا ارض العراق حياتها وخصبتها وحضاراتها.
كما طور (جواد سليم) نزعة الفنان السومري التجريدية واختزاله للاشكال الواقعية وتطويعها لاظهار البعد الرمزي لها خروجا علي الرؤية الواقعية التقليدية. مما عزز في جداريته العظيمة روح الفن المعاصر من دون ان تفقد صلتها بمنابع الفن الموروث الذي يربط (جواد سليم) بأسلافه من فناني أور واوروك العظام.
ولم يغفل جواد في تشكيلات الملحمة الحضور الطاغي والفعال والمؤثر (للمرأة) التي تشكل عصب الحياة العراقية وديمومتها كما كانت في الحقب الحضارية السالفة (الهة وحاكمة وشاعرة وعازفة وناسخة) فإلي جانب منحوتة (الامومة) التي تفيض عبر انحناءات المادة الصلبة بحنان رقيق وعذوبة انسانية هناك منحوتة المرأة (النادبة) التي تجسد تقليدا عراقيا شعبيا معاصرا وموروثا من احتفالات ندب (تموز) في الربيع وتظهر مرة اخري في منحوتة الشهيد الذي تحيط به ثلاث نساء كما تتجسد بحضور مواز للرجل في منحوتة المظاهرة أو (رواد الثورات) وفي منحوتة (دجلة والفرات) مما جعلها تحظي بالمكانة اللائقة بها في مسيرة صنع الحياة وتجديدها والتحرر من الاغلال وتحقيق امثولة الحرية بالمشاركة والفتاعل وتقاسم التبعات، علي الضد مما يجري الان بعد سقوط النظام الشمولي، اذ غابت المرأة وغيبت واختفي حضورها وفعلها وشيدت بغداد موجات الذكورة واحتشدت المشاهد بالرجال وكأن التغييرات المقترحة لما سيأتي من زمان العراق لا تحتمل ولا تحبذ ولا تعترف بوجود النساء!! وهن اللائي يمثلن اكثر من نصف سكان العراق راهنا.
لم يظهرها (جواد سليم) بوجود انثوي مجرد بل احاطها برموز الخصب (الماء والقصب) واظهرها كموضوعة متحركة ومقتحمة بخاصة وهي تمثل نهر (دجلة) بهيئة امرأة (حامل) تحمل التجدد والنمو والولادات. كما جسد (سليم جواد) الفتوة والخصب والجمال والعنفوان في منحوتة (الحصان) بحركة رأسه الجامح المتعالي وصهيله مع اندماج الاشكال النحتية لاجساد الرجال والنساء بجسد الحصان الجامح تعبيرا عن حركية وعنفوان الشخصية العراقية وتوقها الدائم للانعتاق.
أردت بهذا تأشير بلاغة العمل الفني لملحمة الحرية التي يحرض (المنجمع) علي تدميره وكأنه يشارك جوقة التخريب سعيها لإبادة شواخص الحضارة والفن العراقيين التي جمعت بين وعي الموروث الرافديني والاسلامي والامساك بالروح المعاصرة والخصائص المحلية والبيئية.
لقد أهدي (جواد سليم) (نصب الحرية) لبغداد العظيمة ورحل عن عالمنا قبل ان يثبت وحداته الاربع عشرة علي لافتة الرخام المواجهة للشمس كدعوة مؤبدة للحرية ورفض التحكم والقمع والاحتلال.

ليس رثاء للمتحف
علي لسان شحاذ مشرد يقول الفيلسوف الفرنسي (اميل ميشيل سيوران):
(عندما ابكي جوار زهرة، فإنها تنمو وتتفتح بشكل اسرع).
اذن، تاريخ الدموع لا يروي لنا عجز المنتحبين، بل يعلن قدرة البكاء الجليل علي التأثير وانهاض القوي لاستعادة الجدوي.
شحذ قوي الحياة مدفوع الثمن، لدينا (دموع) من اجل ما نريد احياءه واستعادته، موضوع حزننا ومعرفتنا محبوبنا الجليل الذي كبرنا وتعلمنا بين أروقته (المتحف العراقي) بيت ذاكرتنا ومعبد مخيلاتنا ومخاض احلامنا.
فنحن عندما نبكي (المتحف العراقي) بهذه العلانية امام الزمن وفي حضرة اصدقائنا المذهولين لفرط فجيعتهم به فاننا لا نؤدي طقوس الندب السومرية التي علمتنا اياها المدونات المسمارية ولا نعلن غياب (المتحف في العالم السفلي) الذي تحرسه (ايرشكيكال) الشريرة، ولا نقر بغنائه لأنه حتي في تبدد كنوزه وانتقالها إلي جميع جهات الدنيا بشهودات اللصوص سيروي للبشرية تاريخ هذا البلد وتحكي الرُّقُم والأختام والدمي الصغيرة وألواح المعرفة والملاحم اسرار الحضارات العظمي التي مهدت للانسانية سبل التقدم بابتكاراتها الكبري.
نحن لا نبكي غيابه بل عذابه بالبشر والنهابين الذين دنسوا اروقته المقدسة لا نبكيه لاننا حزاني قانطون بل نشهر حضوره فينا وتجذره في جسد مدينتنا، باعتباره خازن اسرار اسلافنا ومؤشر استمرارنا في السرمدية..
.. استباحة متحف عظيم يعد من بين اهم خمسة متاحف عالمية ما هي الا جريمة العصر الوحشية التي فقست عنها بيضة الحرب، قام مقترفوها بمحاولة عمياء لقتل الذاكرة الانسانية وارتكبوا فعلا شائنا بمحاولتهم تدمير ماضي البلاد العريقة انتقاما من سلطة تهاوت وكان بعض كبار افرادها قد ارتكبوا جرائم تهريب كنوز الاثار ونفائس الفن العراقي المعاصر إلي خارج العراق في عمليات تهريب منظمة علي المستوي العربي والدولي، حتي تسربت اهم الاعمال الفنية إلي قاعات متاحف عربية معروفة وافرغت معارض بغداد من كنوزها. وكأن تلك الجرائم المسكوت عنها انفجرت مثل قنابل عنقودية وقامت منها جموع الرعاع ومحترفو سرقة الاثار العالميون وانقضت علي المتحف بشكل مبرمج ومنظم مزودة بآلات القطع واجتزأت من علامات بابلية واشورية والواحات مدونة ومسكوكات والنفائس التي لا تقدر بثمن وما لم تستطع سرقته قامت تلك الجموع المتوحشة بتدميره وتهشيمه واختفت ألواح الملاحم العظمي وقصائد الخليقة وحواريات الحكماء التي أنارت دروب الانسانية بنصوصها المدهشة المكتوبة بالاسافيين علي ألواح الطين الطري وتناثرت في جهات الارض.
من الحضارات المتزامنة معها باختراع مأثرة الكتابة التي جعلتها الرائدة في تكوين ذاكرة انسانية مدونة علي الألواح بعد ان كان التاريخ شفاهيا والنصوص تنقل من جيل لآخر عبر الحكي والتلقين ويحملها الرواة في ذاكراتهم ولكن زمناً آخر بدأ عندما بدأ التدوين في بلاد سومر وافترض ان اول من ابتكر فكرة الكتابة هو شاعر سومري اخترع رمز النجمة الدال علي رمز عشتار المباركة وأهدي الرسمة لحبيبته وبذلك ولدت لحظة التنوير الاولي عبر فعل الحب ولابد ــ تبعا لذلك ــ ان يكون اول نص مدون هو قصيدة حب ــ علي الضد مما يعتقده الآثاريون من ان اختراع الكتابة كان لأغراض توثيق العقود التجارية وسندات التملك والزواج والتبني وسوي ذلك من اهتمامات دنيوية.
لابد ان تكون البدايات قد تباركت بالحب لان فعل الكتابة بذاته هو فعل حب كبير احتضن ابداع الانسان وسدد نبضات القلب نحو مديح الحياة وتكريم الجمال علي الضد.. مما فعله النهابون الذين يدينون بدين الكراهية وهم يفتكون بأساطير الحب وسادة الحكمة ويحطمون الدمي الحارسة والاختام والرقم فتتردد صرخات المدن المقدسة، اور، الوركاء، لجش، بابل اريدو، كيش، سبار، وتتعالي الاصداء في جنبات الارض معلنة فضيحة البشر الذين انحدروا في لحظة جنون إلي مرتبة الضواري... المتحف، سيزدهر رغم غياب كنوزه، سينمو ويرتوي من فيوض دموعنا واعجاب البشرية مما تسرب اليها من نفائسه سيقوم من نكبته مستندا إلي محبتنا وسيقوم بجهرنا المنظم لاعادة عافيته،. سنعمل كتابا وفنانين وآثاريين وعشاق فنون ومغرمين بالجمال علي ابتكار انشطة وانجاز اعمال ابداعية لصالح متحفنا الجليل.. لابد من حركة ثقافية متضامنة ومتجاوزة لسكونية الحوارات والاحاديث إلي حركية الفعل للدفاع عن هويتنا الثقافية المتمثلة بــ (المتحف) تلهمنا ذلك دموع خشوعنا وحبنا امام تراثنا وتاريخ البلاد العريق.

زيارة وداع
قبل بدء الحرب ودخول قوات الاحتلال إلي العراق قمت بزيارة وداع للمتحف العراقي، وتوقفت أمام ألواح الملاحم والتماثيل المهيبة وحدقت في وجوه الاميرات الحزينات والملوك الساهمين وحاورت الحجارة والمسلات واسنطقت الاختام والرقم والألواح وارتجفت امام عظمة النصوص الخالدة التي ما زالت تتألف بمفهومات معاصرة عن الحياة والانسان وأخذتني القاعات إلي سلالم ومراقي وهبطت بي إلي اعماق العصور وكشفت لي الاختام ونتوءات الحجارة وشفافية الرخام والخطوط المسمارية المثيرة عن تلك المديات العظيمة لثقافة وابداع اسلافنا الذين اسسوا للانسانية طرق تقدمها، وأقاموا أولي المدن علي وجه الأرض ودونوا اولي الكلمات ودارت بين أيديهم اولي العجلات التي اوصلتهم إلي آفاق لم يسبقهم اليها احد من بني الانسان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القناص
مشرف
مشرف
القناص


ذكر
عدد الرسائل : 2331
العمر : 29
المزاج : رياضي
الجنسيه : سعودي
تاريخ التسجيل : 14/07/2008

نصب الحرية والمتحف العراقي وهذر المنجمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: نصب الحرية والمتحف العراقي وهذر المنجمين   نصب الحرية والمتحف العراقي وهذر المنجمين Icon_minitime29/7/2008, 07:13

لاحول ولاقوة
يسلموا على الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سراب
جديد
سراب


ذكر
عدد الرسائل : 48
العمر : 40
المزاج : حيران
الجنسيه : سعودي
تاريخ التسجيل : 18/07/2008

نصب الحرية والمتحف العراقي وهذر المنجمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: نصب الحرية والمتحف العراقي وهذر المنجمين   نصب الحرية والمتحف العراقي وهذر المنجمين Icon_minitime30/7/2008, 13:44

انا لله مشكوره اختي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شارب بيره ومضيع الديره
عضو فعال
عضو فعال
شارب بيره ومضيع الديره


ذكر
عدد الرسائل : 1952
العمر : 32
المزاج : فلها وربك يحلها
الجنسيه : اماراتي وافتخر
تاريخ التسجيل : 02/08/2008

نصب الحرية والمتحف العراقي وهذر المنجمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: نصب الحرية والمتحف العراقي وهذر المنجمين   نصب الحرية والمتحف العراقي وهذر المنجمين Icon_minitime7/8/2008, 05:37

لاحول ولا قوة

مشكوووووووووووورة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نصب الحرية والمتحف العراقي وهذر المنجمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الصعاليك :: القسم العام :: منتدى الأخبار وعالم الجريمه-
انتقل الى: